البدايات في دبي
مشوار ميرنا في الجيمينج بدأ من وهي صغيرة، فأول ألعاب لعبتها كانوا Teenage Mutant Ninja Turtles على الNintendo 64 ولعبة Pokemon على الGame Boy، بس بعدها بشوية اتعرفت على Counter-Strike واللي كانت بدايتها في ألعاب الFPS ولعبتها سنين، لحد ما فالورانت نزلت وبقت بتلعبها بشكل احترافي لحد دلوقتي، بس ده مش معناه إنها مش بتلعب حاجات تانية، فأكتر ٥ جيمز ميرنا بتلعبهم غير فالورانت هما: League of Legends، وOverwatch، وMinecraft، وApex Legends، وAnimal Crossing.
ولكن ألعاب الFPS كانت هي صاحبة الفضل في دخول ميرنا عالم الجيمينج بشكل احترافي أكتر، وده كان من خلال لعبة Counter-Strike اللي ساعات كانت بتلعبها مع أصحابها أو أخواتها. وفي يوم، قالولها أصحابها على بطولة بتتلعب في دبي، فراحت وشاركت، وكانت البنت الوحيدة اللي هناك؛ وعلى الرغم من إنها مكسبتش ساعتها، إلا إنها اتبسطت أوي من التجربة، وبعدها، كتير قالولها إنها بتلعب حلو أوي، وده شجعها أكتر إنها تكمل خاصةً إن طول عمرها شخصية بتحب المنافسة.
وصولها لكندا
وسافرت ميرنا كندا في ٢٠١٦ واكتشفت إن مجتمع الesports هناك كبير، ودايماً في بطولات ومنافسات، وكمان فيه بنات كتير بتلعب على عكس اللي كانت بتشوفه في دبي والوطن العربي واللي كان شايف إن المفروض البنات ميكونش ليهم علاقة أوي بالجيمز، وإن ده مجال للولاد أكتر، وده كان نفس الكلام اللي ميرنا اتربت عليه.
وعلى الرغم من إن أهلها مكانوش مقيدين لعبها أوي، إلا إنهم كانوا دايماً بيقولولها تحاول تعمل حاجة مفيدة أكتر بدل الجيمينج طول الوقت، زي المذاكرة، أو إنها تركز على حاجات "بناتي" أكتر من لعب الجيمز، ولكن مع تمسك ميرنا بالجيمينج وحبها الواضح ليه، مش بس تقبل أهلها الموضوع بعد وقت، ولكن تحولوا لأكبر داعمين ليها كمان.
فأول ما وصلت كندا واكتشفت مجال الesports هناك، اشتركت في كل البطولات اللي ممكن تشترك فيها، سواء كلاعبة أو متفرجة، لحد ما في مرة طلبوا منها في مرة تعلق على مباريات، وهي وافقت على طول، ودي كانت بداية مشوارها في الesports.
علقت ميرنا في بطولات كتير، وده خلاها تاخد بالها من حاجة مهمة، وهي إن مهاراتها التحليلية كويسة جدآً وإن ده ممكن يساعدها في اللعب. فتحولت من معلقة للاعبة وبدأت بلعبة Counter-Strike، ولفت لعبها أنظار ناس كتير واللي كلهم كانوا بيأكدوا قد إيه هي بتلعب كويس. وفضلت تلعب مع فرق مختلفة لحد ما تواصل معاها فريق Silhouette سنة ٢٠١٧ وطلبوا إنها تنضم ليهم وتلعب معاهم، وبعد شهر من انضمامها للفريق، تأهلوا لواحدة من أكبر البطولات، IEM Katowice 2017، وبعدها، لعبت ميرنا أكتر ونافست أكتر، وقدرت تكسب بطولات كتير مع فريقها. وأول ما نزلت فالورانت، قررت هي ولاعبات تانيين معاها في الفريق يحولوا من Counter-Strike لفالورانت، وبعد تركيزها في لعب فالورانت فترة، تواصل معاها فريق TSM علشان تلعب معاهم.
لحظات لا تُنسى
قصة كفاح ميرنا في الesports كانت مليانة بنجاحات كتير، ولكن أسعد لحظة بالنسبة لها كانت انضمامها بشكل رسمي لفريق TSM، لأن هي من زمان وهي متابعة الفريق ده في جيمز مختلفة، زي League of Legends وCounter-Strike وفالورانت، ده غير إنه يُعتبر فريق من المستوي الأول (Tier 1)، فانضمامها ليه كان زي حلم واتحقق.
أما عن أكتر بطولة ميرنا فخورة بيها كان تأهلها مع فريق Silhouette لبطولة IEM Katowice 2017، وده لأن دي واحدة من أهم وأكبر بطولات Counter-Strike وتأهُل الفريق ليها حصل بعد شهر واحد بس من انضمام ميرنا ليهم، وده بالنسبة ليها كان بداية شرارة الاحتراف والمنافسة.
روتين يومي
علشان تحافظ على تنظيم وقتها بين التدريب ووقتها الخاص، ميرنا عاملة لنفسها روتين كل يوم. فيومها بيبدأ بإنها أول ما تصحى بتعمل تدريبات رياضية بسيطة وتمارين للتنفس، وبعد كده ممكن تتمشى شوية، وبعدين بتعمل حاجة من اتنين، إما بترجع البيت تعمل لنفسها فطار، أو بتفطر وتجيب قهوة من برة، وده بيكون حوالي على الساعة ١ أو ٢، فتبدأ بعد كده تستعد للتمرين. بتبدأ تسخن شوية مع نفسها وتلعب Deathmatches وتتأكد إيه النقط اللي محتاجة تتمرن عليها في اليوم، وبتتمرن بقى مع الفريق من الساعة ٢ للساعة ٩، وبعد ما التمرين يخلص، بتقعد مع الفريق يتكلموا في إيه اللي حصل في التمرين، إيه اللي كان كويس فيحافظوا عليه أو إيه اللي لسه محتاج يتحسن، وإيه اللي محتاجين يركزوا عليه في التمرين اللي جاي.
بعد كده، بتاخد ميرنا وقت لنفسها وتفصل شوية، فممكن تطلع لايف ستريم مثلاً أو تلعب Minecraft، ولكن لو في بطولة قريبة، ممكن تاخد الوقت ده في إنها تتفرج على ناس تانية بتلعب وتحاول تتعلم منهم علشان تحسن من مستواها.
ميرنا مش بتقضي وقتها في الجيمينج والتمرين بس، دي عندها هوايات ومواهب تانية؛ فقبل انتشار COVID-19 مثلاً، كانت بتحب تلعب رياضة كتير، ده غير إنها ساعات في وقت فراغها بتحب ترسم، وبتحب كمان تاخد بالها من النباتات اللي عندها في البيت.
البنات والجيمينج
ميرنا شايفة إن على الرغم من إن فيه بنات كتير في مجال الجيمينج والesports، إلا إنهم مش دايماً بيكونوا باينين أو واضحين، وده بسبب إن مجال الجيمينج معروف إنه ذكوري بطبعه، فبيكون صعب إن بنت تبان فيه أو تظهر بقوة. فالمشكلة مش في إن عدد البنات كتير ولا قليل، ولكن مشكلة إن المجتمع نفسه مش دايماً بيسمح لهم يظهروا.
تحديات وعقبات
أي حد بيواجه تحديات وصعوبات في طريقه للنجاح، وميرنا علشان تنجح كبنت جيمر في مجال الesports، واجهت عقبات كتير. أولها كان وجودها وتربيتها في ثقافة عربية وإسلامية واللي دايماً بتستنكر وجود بنات حوالين ولاد كتير، وده كان بيحصل مع ميرنا بطبيعة وجودها كبنت في مجال الجيمينج في دولة عربية.
عقبة تانية ميرنا واجهتها في حياتها، واللي تحولت بعد كده لواحدة من أهم مصادر التحفيز والدعم ليها، كانت إنها تقنع أهلها بحبها للجيمينج وشغفها بالاحتراف، لأنهم كانوا قلقانين من الموضوع ده في الأول، ولكن مع الوقت تحولوا لأكبر داعمين ليها في مشوارها كجيمر ولاعبة محترفة. عقبة كمان، ويمكن أكبر عقبة، كانت مجتمع الجيمينج نفسه، واللي بانت أكتر أول ما بدأت تلعب بشكل احترافي والرانك بتاعها يعلى، لدرجة إنها في وقت كانت بتفضّل تلعب والميكروفون بتاعها مقفول، وكانت بتسمع اللاعبين التانيين بيتكلموا عنها ويقولوا "مين الولد اللي بيلعب حلو أوي ده؟"، وبعد وقت، قررت تفتح الميكروفون، وبعدها على طول بدأ يجيلها رسائل غريبة وناس بتقولها إنها مش المفروض تكون هنا، وإنها كبنت مش ده مكانها، وإنها المفروض تكون بتعمل حاجة تانية في المطبخ مثلاً، ده غير الناس اللي كانوا بيتعصبوا علشان أثبتت إنها بتلعب أحسن منهم. كل ده كان صعب جداً على ميرنا في الأول، تحديداً إن كان لسه عمرها ١٤ أو ١٥ سنة في الوقت ده، ولكن قدرت تتغلب على كل ده بثقتها في نفسها ولعبها، ودعم أخواتها ليها.
بس للأسف فضل الموضوع ده مكمل معاها حتى بعد ما سابت دبي وسافرت كندا، ده يمكن كان أكتر كمان، وده لأن الناس هناك بيحكموا على أي حد بسرعة ومن غير أي سبب. فكتير كانوا بيقولوها إنها مش المفروض تكون بتلعب وإنها أصلاً مش بتلعب كويس وكانوا بيتجمعوا ويقتلوها في الجيم لمجرد إنها بنت. ولكن في لعبها هناك، زي ما قابلت ناس مكانتش بتاخدها على محمل الجدية وبتحاول تهزمها في كل فرصة، كان في ناس تانية مؤمنة بيها وبتساعدها وبتدافع عنها، ودول الناس اللي هي كانت دايماً ممتنة جداً لوجودهم في حياتها.
آخر عقبة واجهتها بقى كانت خلال الوقت اللي كانت بتلعب فيه CS:GO مع الفريق بتاعها، كان صعب أوي إنهم يلاقوا دعم من أي منظمات، لحد ما دعمتهم منظمة صغيرة اسمها ANEW Esports، ولكن ملاقوش أي دعم من المنظمات الكبيرة وده كان لأن المنظمات دي مكانتش شايفة فايدة في إنهم يستثمروا في فريق للبنات بس أو إن مفيش بنات كفاية في المجال تستدعي الاستثمار في فرق للبنات بس. وده كان صعب أوي على ميرنا والفريق بتاعها خاصةً إنهم جنب شغل الفريق كانوا بيشتغلوا أو بيدرسوا. كل ده وصّل ميرنا إنها تشك في نفسها وفي قرارها إنها تكمل في الesports بشكل احترافي وإنها تخليه كشغف وحاجة هي بتحبها وخلاص. ولكن لما بدأت تلعب فالورانت، كل ده اتغير، وده لإن شركة Riot Games بتبذل مجهود ملحوظ إنها تهتم بالجيمرز واللاعبات البنات وبيشتغلوا على تمكينهم كمان علشان يلعبوا الجيمز بتاعتهم. ده غير إن فيه منظمات كتير بتدعم فرق البنات في فالورانت.
انضمامها لTSM
انضمام ميرنا لفريق TSM كان نقطة تحول في حياة ميرنا وكانت من أسعد لحظاتها. الفريق تواصل معاها بعد ما كان بقالها بتلعب فالورانت فترة، وقالها إنهم بيدوروا على لاعبات ينضموا لفريق فالورانت بتاعهم، وطلبوا منها إنها تنضم ليهم. غير حماسها للانضمام لأن فريق TSM يعتبر من المستوى الأول (Tier 1)، كان كمان في نفس الفريق لاعبة تانية اسمها "كاث" واللي كانت تُعتبر مثل أعلى لميرنا ووجودها في الفريق شجعها أكتر كمان إنها تنضم ليهم.
حوافز للاستمرار
كلاعبة في مجال الesports من أكتر من ١٠ سنين، ميرنا ليها حوافز بتخليها تفضل مكملة في مسيرتها؛ أهمها إنها متخذلش زملائها في الفريق؛ إنها تتمرن وتنافس وتحسن من نفسها، وتدي نصائح، وتتقبل نصائح ونقد علشان فريقها من أكتر الحاجات اللي بتشتغل عليها بتهتم بيها. ده غير أنها شخصية بتحب المنافسة جداً من وهي صغيرة والجيمينج بيساعدها على ده.
حافز تاني هو الرسائل اللي بتجيلها على وسائل التواصل الاجتماعي، تحديداً من بنات، واللي بيقولوا فيهم إنها مصدر إلهام ومثل أعلى ليهم. الرسائل دي بتحفزها جداً لأنها شايفة إن البنات تعبوا وبذلوا مجهود ملحوظ علشان يوصلوا للمكان اللي هما فيه دلوقتي في مجال الesports وإن يكون في أعداد كبيرة من اللاعبات والفرق البنات زي ما موجود دلوقتي، وشعورها إنها ساهمت في ده، حتى لو بحاجة صغيرة. وبتحفزها برضه فكرة إن كان ليها دور في دعم وتمكين اللاعبات وإثبات إن البنات ممكن يشاركوا وينافسوا وينجحوا في مجال الesports.
مهارات بره الجيمز
اتعلمت ميرنا من الجيمينج ومن وجودها ولعبها في فريق حاجات كتير، منها مثلاً إنها بقت بتفهم الناس اللي حواليها أكتر.
وعلى الرغم من إن فيه ناس ممكن تشوف إن اللعب مع فريق حاجة سهلة، ميرنا شايفة إنه حاجة صعبة لأنه بيتطلب إنها تفهم زملائها في الفريق كويس جداً وتفهم بيحسوا بإيه، وإنها مينفعش تقول أي حاجة في أي وقت، وإنها لازم تتكلم معاهم لو في مشكلة أو حاجة مضايقاها ويفكروا فيها ويحلوها مع بعض، فكل ده خلاها واعية اجتماعياً أكتر للناس اللي حواليها وبيحسوا بإيه، وإن ده مهم جداً في أي فريق لأن لو التفاهم ده مش موجود، هيزيد الصدام والمشاكل مع الفريق.
ولحسن الحظ، في كل الفرق اللي لعبت فيها ميرنا، سواء في Counter-Strike أو فالورانت، كان دايماً الصدام والمشاكل قليلين أو مش موجودين، وده لأن جزء التفاهم ده كان موجود بقوة، وكانوا دايماً بيتكلموا عن مشكلاتهم ويفكروا فيها ويحلوها مع بعض. وده ساعدها إنها تكبر وتتطور كمان على المستوى الشخصي لأنها بدأت تطبق ده في حياتها في العموم مش بس مع الفريق بتاعها، فاتعلمت إنها تتكلم مع الناس وتفهم منهم أكتر قبل ما تصدر أي أحكام من نفسها. ده غير انها اتعلمت تفكر في حلول للمشاكل اللي بتقابلها بسرعة بسبب خبراتها مع المشاكل اللي بتواجهها في اللعب أو مع الفريق، وإزاي بتحلهم.
بالإضافة لده، الجيمينج ووجودها مع فريق إداها قوة من نوع مختلف، علشان اتعلمت إنها لو حست بالخسارة أو الاحباط في أي وقت، ده بيأثر على زملائها اللي حواليها، فلازم تاخد بالها من ده كويس وهي بتلعب.
ولاحظت ميرنا كمان إن المهارات دي نفعتها في شغلها؛ فكان في وقت بتشتغل فيه في تنظيم المناسبات والحفلات، وكانت بتبقى مسئولة عن فريق، فكانت دايماً بتتبع معاهم أسلوب التحاور والكلام لحل المشكلات، وكانت بتسمع آرائهم واقتراحاتهم بدل ما تطلب منهم يعملوا أو ينفذوا حاجة وخلاص، وإن هي اتعلمت ده من وجودها أغلب الوقت مع ٤ شخصيات مختلفين أثناء اللعب، ومرورهم بصعوبات كتير مع بعض.
الحلم الكبير
بتحلم ميرنا إنها تنافس ضد فرق من المستوى الأول (Tier 1) وإنها كمان تنافس ضد فرق رجال وفرق مختلطة، مش فرق بنات بس، وإنها تثبت إن البنات ممكن جداً ينافسوا على أعلى مستوى ويكسبوا ضد فرق رجال كمان مش بس فرق بنات.
بتحلم كمان إنها تكبّر المجتمع الداعم اللي بنته حواليها على منصات زي Twitch وDiscord وإنه يفضل موجود معاها وفي حياتها كComfort Zone حتى لو بطلت لعبها الاحترافي في أي وقت.
إستمرارية السعي
ميرنا شايفة إن إي حد بيحب الجيمينج والesports، بغض النظر عن هو مين أو خلفيته وثقافته إيه، ممكن يوصل لحاجة كبيرة فيها ويحقق كل حاجة بيتمناها، وتحديداً البنات اللي على الرغم من الصعوبات اللي ممكن يواجهوها في الطريق، لو فضلوا مكملين، هيوصلوا برضه.
فبتقول: "متخافش من إنك تغلط، أو إنك تلعب وتنافس؛ ومتخافش تقول أنت حاسس بإيه أو بتحلم توصل لإيه، لأن أنت بس صاحب قرار أنت عايز تعمل إيه في حياتك ونفسك تحقق إيه. أي حاجة أنت نفسك تحققها، لو ركزت فيها واشتغلت عليها، هتقدر تعملها!"
وبتقول كمان إن مش معنى إن البنات في مجال الجيمينج والesports لسه قليلين دلوقتي، إن ده مش هيتغير في المستقبل وعددهم هيزيد، حتى لو ده هياخد وقت شوية، ولكن مجال الesports نفسه بيكبر بشكل ملحوظ في الشرق الأوسط، وناس ومنظمات كتير بدأت تركز على اللاعبات والفرق البنات. فدي فرصة لكل البنات اللي حابة تكبر في المجال ده، طول ما هما قادرين يشتغلوا على نفسهم ويفضلوا متمسكين بالحاجة اللي هما بيحبوها، هيقدروا يحققوا اللي هما عايزينه؛ فدي أحلامهم وهما اللي يقدروا يحققوها، من غير ما يتأثروا بكلام حد أو أي حاجة بتحصل حواليهم.