Artwork for The Original Skateboarder documentary film.
© Red Bull Media House
تزلّج على الألواح الخشبية

نبذة مختصرة عن تاريخ السكيت بورد

ألقِ نظرة عن كثب على بعض الأحداث البارزة من تاريخ رياضة التزحلق على اللوح، واكتشف كيف وصلت إلى ما هي عليه اليوم.
بقلم زاين فولي
‎11‎ دقيقة للقراءةUpdated on
01

ما هي رياضة السكيت بورد؟

منذ خمسينات القرن العشرين وحتى يومنا هذا، نمت رياضة التزحلق على اللوح وتطوّرت لتصبح صناعة تقدّر بمليارات الدولارات، وتؤثر على حياة الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم كشكل من أشكال الفن والرياضة. وعلى مرّ تاريخها، افتتحت رياضة السكيت بورد متاحفها الخاصة، وضمّنتها قاعات لمشاهير اللعبة، ووثّقت تاريخها بنفسها، مما عزز مكانتها الخاصة في قلب ثقافة الحرية.
دوغ دي مونتمورينسي – حركة "دابل غراب"

دوغ دي مونتمورينسي – حركة "دابل غراب"

© Craig Fineman

وشكّلت كاليفورنيا في خمسينات القرن الماضي منصّة انطلاق شعلة التزحلق على اللوح التي انتقلت من جيل إلى آخر على مر السنين. وخلال العقود التي تلت، عاصرت رياضة السكيت بورد تقلبات الازدهار الاقتصادي واتسعت شعبيتها، تزامنًا مع بروز وجوه وشخصيات مختلفة سُلّطت عليها الأضواء أو هيمنت على العروض التي كانت سائدة في الأزقة.
تاي هانت – حركة "باكسايد آر"

تاي هانت – حركة "باكسايد آر"

© James Cassimus

وبين جيل الشباب ومخضرمي التزحلق على اللوح الذين عايشوا تطوّر هذه الرياضة والتغييرات التي خضعت لها، كان سؤال "ما هو السكيت بورد" يتأثّر بتلك التحوّلات في كل مرة تنتقل الراية من جيل إلى آخر. وبينما نبذل قصارى جهدنا للإجابة على هذا السؤال مرة أخرى، نبدأ الغوص في وصف عالم واسع، عالم يتسم بالتعبير المطلق عن الحرية والحركيّة وإلقاء نظرة عميقة على تاريخ التزحلق على اللوح.
إحرص على معرفة الأساسيّات:

‎25‎ دقيقة

أساسيّات رياضة التزحلق على اللوح

ألقِ نظرة على تاريخ رياضة السكيت بورد، من روّاد ما كان يعرف بالتزحلق على الرصيف وصولاً إلى محترفي التزحلق على اللوح اليوم.

02

البدايات: التزحلق يسير "على قدم وساق"

صُنعت ألواح الألومنيوم وفقاً للمعايير الصارمة نفسها

صُنعت ألواح الألومنيوم وفقاً للمعايير الصارمة نفسها

© Tobias Strauss

يمكن القول إن بداية رياضة السكيت بورد يلّفها الغموض على قدر اختلاف الآراء حول بداية الكون. وثمة تقارير متعددة ممّن نصّبوا أنفسهم مؤرّخين لتطوّر رياضة السكيت بورد، حول من وماذا وأين ظهرت ألواح التزحلق الأولى. ومن المتفق عليه إلى حد كبير أن ألواح التزحلق صُنعت للمرة الأولى في الولايات المتحدة الأميركية، وهي في البداية كانت عبارة عن صناديق خشبية مع عجلات تزحلق مثبتة على الجانب السفلي. وكانت النماذج الأولى تحتوي على مقابض مثبتة مثل دراجات السكوتر الحديثة، ولكن في نهاية المطاف تم استبدال الصناديق بألواح خشبية وأُزيلت المقابض لمحاكاة تجربة أقرب إلى ركوب الأمواج. وقد شوهدت صناديق السكوتر هذه منذ أواخر القرن التاسع عشر، لكن هذه الألواح الخشبية ذات العجلات الطينية لم تنتشر على المنحدرات في جنوب كاليفورنيا حتى خمسينات القرن العشرين.
تزحلق على سكيت بورد من نوع "بانزاي" في البرتغال بعد جلسة ركوب الأمواج

تزحلق على سكيت بورد من نوع "بانزاي" في البرتغال بعد جلسة ركوب الأمواج

© Tobias Strauss

قبل بدء ظهور ألواح التزحلق التجارية في عام 1959، كانت الطريقة الوحيدة لممارسة السكيت بورد هي أن تقوم بصنع لوح التزحلق الخاص بك. وأسّست ألواح التزحلق المصنوعة ذاتياً لذهنية "اصنعها بنفسك" المتأصلة في ثقافة السكيت بورد اليوم. وما يجعل انطلاقتها عفوية وجميلة، لم تكن بدايات السكيت بورد هادفة للتأسيس لصناعة أو رياضة، بل نابعةً من رغبة شديدة في التعبير عن الذات. وفهم هذه الحقيقة البسيطة والعميقة في الوقت عينه، هو أول مؤشّر إلى "ماهية التزحلق على اللوح" وما يعنيه أن تكون "سكيت بوردر" من عشاق هذه الرياضة.
لقطة جيم الشهيرة في السبعينات التي ظهر فيها وهو يؤدي حركة فرونت سايد سلاشر

لقطة جيم الشهيرة في السبعينات التي ظهر فيها وهو يؤدي حركة فرونت سايد سلاشر

© Jim Goodrich

03

أولى مسابقات التزحلق على اللوح

من الصعب أن نتخيل أنفسنا في عصور الخمسينات أو السبعينات من القرن الماضي في مدينة دوغ تاون، مهد رياضة التزحلق. وسيكون أكثر صعوبة تخيل مدى التغيير الذي طرأ على رياضة السكيت بورد منذ نشأتها. في أوائل الستينات، بدأت شركات ألواح التزحلق مثل "هوبي" و"ماكاها" بالإعلان عن السكيت بورد على أنه "ركوب الأمواج على الرصيف" أو بديل لركوب الأمواج عندما تكون الأمواج مسطحة. وبحلول عام 1963، شكّلت شركة "ماكاها" أول فريق تزحلق محترف، وتنافست في أول مسابقة تزحلق على الإطلاق في وقت لاحق من ذلك العام في هيرموسا، كاليفورنيا. وفي حين أن ما تبقى من مسابقات التزحلق على المنحدرات في أوائل الستينات تأخذ شكل فعاليات "هيل بومب" الحديثة في سان فرانسيسكو، فإن أشكال المنافسة الحرة ومعظم الحركات التي برزت في بطولة هيرموسا ليست الآن سوى ذكرى بعيدة بالنسبة لرياضة التزحلق المعاصرة.
جيمي بلامر وحركة "باك سايد ويلر"

جيمي بلامر وحركة "باك سايد ويلر"

© Glen E. Friedman

وعلى الرغم من حداثة عهدها في الرياضة الأميركية، يمكن القول إن شعبية التزحلق على اللوح تراجعت بشكل كبير في نهاية المطاف بحلول عام 1965. وكان الناس حينذاك أكثر ميلاً للذهاب إلى مسابقات التزحلق بمزلاجين "رولر بورد" عوضاً عن فعاليات السكيت بورد. وبدأت وسائل الإعلام تروّج للتزحلق على اللوح على أنه نشاط خطير. وفَهم كيف كاد التزحلق على اللوح يندثر يتطلّب أن نفهم سبب اختفاء أشكاله الأولى. ولكن الأهم من ذلك، وبالمقارنة مع ما وصلت إليه رياضة التزحلق على اللوح اليوم، نرى أحد أعظم التحوّلات التي شهدتها الرياضة بين القرنَين العشرين والحادي والعشرين.
04

عجلات مبتكرة / أول منتزهات التزحلق

عجلات سكيت بورد

عجلات سكيت بورد

© OJ Wheels

أعاد فرانك ناسورثي، ليس مجازيًا، بل حرفيًا، اختراع عجلة التزحلق مع إدخال عجلة اليوريثان إلى رياضة السكيت بورد عام 1973. وقد حلّت العجلة الجديدة محل العجلات الطينية الرديئة في الخمسينات والستينات من القرن الماضي. وأصبحت العجلة الجديدة تتماسك بشكل أفضل مع الأسفلت وجدران المسبح. ومع اختراع ذيل الركلة أيضًا، (وهو طرف خلفي مرتفع للوح التزحلق)، وُلد تعريف جديد للوح التزحلق الاحترافي. وأصبح الآن لدى مجلات السكيت بورد التي تباع في متجر التزحلق المحلي منتجًا رائعًا للترويج له، لتبدأ طفرة جديدة وعشق غير مسبوق لهذه الرياضة والثقافة، مع انتشار متسارع في جميع أنحاء العالم. وبعد ثلاث سنوات فقط من ظهور العجلة الجديدة للوح التزحلق، أبصر أول منتزه تزحلق النور في فلوريدا عام 1976.
وقبل نهاية هذا العقد من الزمن، بدأت منتزهات التزحلق في الظهور في جميع أنحاء أميركا الشمالية وأميركا الجنوبية، وبعد فترة وجيزة في جميع أنحاء أوروبا وآسيا. وجسّد فيلم "لوردز أوف دوغتاون" الذي عُرض في عام 2005 صعود السكيت بورد وترسيخ شعبية هذه الثقافة. ففي عام 1975، كما يتجلّى في الفيلم، أظهر فريق زفير للتزحلق على اللوح بقيادة توني ألفا للعالم إمكانات السكيت بورد في مهرجان المحيط "أوشن فيستيفال" في ديل مار، كاليفورنيا. وكانت هذه اللحظة في تاريخ التزحلق على اللوح بمثابة حجر الزاوية، وأسّست للأشكال التي ستتخذها مسابقات السكيت بورد في العقود التالية.
ومع ذلك، ستعاني الرياضة في نهاية المطاف من انهيار كبير آخر مع اقتراب الثمانينات، حين بدأت الشركات المشبوهة من خارج هذا المجال بالتسلل إلى مسابقاته بعقود مشبوهة، مع الإفراط في تنظيم المسابقات. وقد تراجعت نتيجة لذلك شعبية التزحلق على اللوح إلى مجموعة محكمة من الباحثين عن الحرية في أحواض الفناء الخلفي الفارغة في الولايات المتحدة. ولم يعد يتم إنشاء منتزهات تزحلق بسبب ارتفاع تكاليف التأمين نظرًا إلى طبيعة هذه الرياضة التي تنطوي على مخاطر التعرض للإصابة. وهكذا، لم يعد التزحلق مقبولاً من قبل جمعيات من الآباء والأمهات أو شركات تبحث عن الموضة العظيمة التالية. وأصبح التزحلق مرادفًا للثقافة المناهِضة للمعتاد وللمشهد المتنامي لموسيقى البانك في الثمانينات.
05

توني هوك وحركة الـ900 درجة

ما فعلته شركة "زفير سكيتبوردز" عامذاك في ديل مار لعالم التزحلق على اللوح لن نشهد له مثيلاً إلا عند تأدية توني هوك حركة الـ900 درجة الخاصة به في ألعاب إكس جيمز 1999. ففي 27 يونيو 1999، أنجز هوك على منحدر ألعاب إكس جيمز الصيفية في مشاركته الحادية عشرة الحركة الأكثر شهرة في تاريخ التزحلق. في ذلك الوقت، لم يكن بإمكان أي متزحلق أن يفهم إلى أي مدى ستدفع حركة هوك التي قام بها في دورتين ونصف شعبية هذه اللعبة. ولكن بحلول الوقت الذي أعاد فيه هوك التزحلق الاحترافي إلى دائرة الضوء مرة أخرى، كانت رياضة السكيت بورد قد شهدت بالفعل تحولاً هائلاً خلال الثمانينات وأوائل التسعينات.
توني هوك وحركة "إندي آر"

توني هوك وحركة "إندي آر"

© Red Bull Media House

وسيشهد معظم ممارسي هذه الرياضة أو المعجبين فيها على أهمية حركة توني هوك التي تقضي بالدوران 900 درجة. لكن غير الضالعين كثيرًا في عالم السكيت بورد لا يملكون أدنى فكرة عن مدى أهمية فترة الثمانينات والتسعينات بالنسبة للتزحلق على اللوح. في تلك الفترة، كان السكيت بورد من توقيع المتسكعين في الشارع. وهكذا، انطلقت أولى أشكال التزحلق على اللوح من الشوارع لتمهّد الطريق لكل ما نعرفه اليوم عن هذا النشاط الفريد.
ستيفي تومسون وحركة "باستارد بلانت"

ستيفي تومسون وحركة "باستارد بلانت"

© Rich West

وبمساعدة لوح تزحلق جديد مصمم للمناورات الهوائية، اخترع رودني مولن العديد من حركات الشقلبة بحلول الثمانينات، بعدما اخترع كيرت ليندغرين حركة "كيك فليب" في عام 1978. أما المتزحلقان ناتاس كاوباس ومارك "ذا غونزاليس" غونزاليس اللذان كانا أول من قام بالتزحلق على ألواح السكيت بورد في الشوارع حصرًا، فرفعا مستوى الأداء إلى درجة جديدة من خلال حركة الانزلاق على الدرابزين. وانتقلت رياضة السكيت بورد من الساحات الخلفية لبناة المنحدرات إلى مواقف السيارات الخاصة بمتاجر البقالة.
مارك غونزاليس وحركة "بونليس"

مارك غونزاليس وحركة "بونليس"

© Niall Neeson

مع غضّ وسائل الإعلام الرئيسية الطرف عن التزحلق على الألواح، أتيحت الفرصة للمتزحلقين لتوثيق ثقافتهم من خلال عدساتهم الخاصة، مما سمح لهم بممارسة سلطتهم في إنتاج ثقافتهم الإعلامية الخاصة بهم. وقد أتاح لهم ذلك أيضًا فرصة مكافحة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى تعرض هذه الظاهرة لنكستَين كبيرتَين في أواخر الستينات وأوائل الثمانينات.
جيف غروسو وجون لوتشيرو في جلسة استجماع أفكار

جيف غروسو وجون لوتشيرو في جلسة استجماع أفكار

© RBMH

مع السيطرة التامة للمتزحلقين على وسائل الإنتاج الخاصة بهم، ازدهر العصر الذهبي لسكيت بورد الشوارع ما بين عامَين 1993 و2006. وشهدنا في هذه السنوات ظهور "شورتيز" و"تشاد موسكا"، وفيديوهات مثل "ماوس" و"ياه رايت!" من إنتاج "جيرل سكيتبورد"، وفرق التزحلق العالمية البارزة مثل "فليب سكيتبوردز"، وعصر "لوف بارك" الشهير وسلسلة ألعاب الفيديو "تي أيتش بي أس" (THPS)، مع تحوّل منتزهات التزحلق مقصدًا شعبيًا كالحدائق العامة.
06

انتشار الرياضة حول العالم

مع تطور السكيت بورد في حقبة ما بعد توني هوك، تغيّر تفاعل هذه الرياضة مع المجتمع. فقد تعمق ارتباط التزحلق على اللوح بمفهوم رياضات الشارع، حيث تحوّل تعريف المتزحلق المحترف من السكيت بورد التنافسي إلى مقتطفات الفيديو، بينما باتت هذه الثقافة شكلاً جديداً من أشكال الترفيه. حتى أن بام مارغيرا نقل مهنة المتزحلق المحترف إلى برنامج تلفزيوني واقعي بعنوان "فيفا لا بام". ومع دخول الشركات في هذا المجال، اكتسبت رياضة السكيت بورد مزيداً من الشهرة وبدأت نخبة المتزحلقين في الحصول على رواتب ملموسة.

‎18‎ دقيقة

Bam Margera

Meet icon Bam Margera as Madars Apse begins his skateboarding hall of fame journey.

واليوم، حققت السكيت بورد نقلة نوعية أخرى مع انتقالها من نوع من الهواية إلى أكثر رياضات الألواح تأثيراً على الصعيد الثقافي في العصر الحديث. وانعكس وصول التزحلق على اللوح إلى أكبر منصة رياضية على وجه الأرض في ألعاب طوكيو الأولمبية 2020 موجة أخرى من الاهتمام العالمي بهذا النشاط، ما مهّد أيضًا لإطلاق جولة التزحلق العالمية التي كانت بمثابة سلسلة التصفيات المؤهلة إلى أولمبياد باريس 2024. وتنافس المتزحلقون في كل محطة في أكثر من 50 دولة حول العالم على نقاط الترتيب المهمة لضمان فرصة السعي وراء حلم حصد ميدالية في العاصمة الفرنسية.
لور بروغمان وحركة "بورد سلايد"

لور بروغمان وحركة "بورد سلايد"

© Luis Gallo

هل تريد أن تعرف الألحان التي لا يمكن للمتزحلق المحترف زيون رايت العيش من دونها؟ اطّلع على قائمة أغانيه الخاصة بالسكيت بورد على سبوتيفاي:

Part of this story

ABC of...

Get the lowdown on some of the toughest sports and competitions in the world.

المواسم ‎2‎ · حلقة ‎17‎

Skate Tales

Pro skater Madars Apse takes you on a global journey through skateboarding’s wildest shores.

المواسم ‎4‎ · حلقة ‎22‎